“الدراجات النارية” و “التوك توك” موضة جديدة لنقل تلامذة المدارس هذا العام
بعد معاناة أهالي الطلاب هذا العام من أقساط المدارس الباهظة ودولرتها، تأتي تكاليف النقل لتزيد من معاناتهم حتى جعلتهم يبحثون عن وسائل لنقل أبنائهم من المدراس وإليها، دون مراعاة سلامتهم العامة، فغالباً ما يختار الأهل الوسيلة التي تناسب وضعهم المادي وأوقات عملهم كالدراجات النارية و”التوك توك” أو عبر سيارات وباصات مكتظة تفوق سعتها.
وعلى ما يبدو إن حركة الدراجات النارية و”التكتوك” ستنشط في لبنان مع بدء العام الدراسي بحسب استطلاع رأي قام به “أحوال .ميديا” حيث تعمل على النقل بسعر أقل من كلفة السيارات والباصات التي وصلت في بعض مدارس العاصمة إلى 250 دولار شهرياً.
وبين سرعة التنقل والتوفير تظهر المشاهد اليومية للتلاميذ في الآليات التي ستنقلهم إلى مدارسهم استخفافاً بصحتهم الجسدية والنفسية، فيما يقف الأهالي مكتوفي الأيدي أمام الواقع الصعب الذي أثر على سلوك اللبنانيين في التنقل وأرغمهم على اللجوء إلى وسائل لم تكن ضمن حساباتهم سابقاً بعد أن أصبح سعر صفيحة البنزين يساوي الحد الأدني للأجور تقريباً.
وتعتبر هذه الظاهرة جديدة على المجتمع اللبناني وتنتشر بشكل كبير في بيروت والمناطق الداخلية. ويقول والد أحد الطلاب إنه “سيلجأ إلى سائق دراجة نارية لنقل إبنه إلى المدرسة لأنه لا يستطيع تحمل أعباء النقل الإضافية لاسيّما بعد زيادة الأقساط المدرسية رغم معرفته بالمخاطر التي قد تتنتج عنها”.
محمود كغيره من الأهل الذين احتاروا في سبل تأمين وسيلة النقل لأولادهم، ليجد الحل الأمثل في شراء دراجة نارية ينقل فيها طفليه بعد أن طلب منه سائق الباص مبلغ مليوني ليرة مقابل نقل كل طفل.
ويقول محمود أنه سيقوم بوضع خيمة على دراجته النارية لتقيهم من الشتاء.
ويتابع متأسّفاً: “أدرك ضرورة الالتزام بشروط سلامة النقل المدرسي، ولكن لم يكن أمامي سوى خيارين إما أن أنقل أولادي عبر الدراجة النارية وإما أنقلهم من مدرستهم الخاصة إلى مدرسة رسمية، وبما أن التعليم الرسمي في لبنان أبدى فشله بعد التراجع الكبير الذي أصابه على مختلف الأصعدة اتجهت نحو الخيار الأول”.
وعلى وقع تراجع قدرتها المادية قررت رانيا نقل ابنتها من مدرسة خاصة إلى مدرسة رسمية، رغم إدراكها الفرق في مستوى التعليم بينهما في لبنان، وفي ظل تقشف مالي قاس فرضته الازمة على اللبنانيين تنوي رانيا أن تنقل ابنتها هذا العام إلى مدرستها سيراً على الأقدام حيث تبعد عن منزلها 30 دقيقة تقريياً.
أما حنان فتؤكد أنها التزمت مع صاحب “توك توك” تاكسي لنقل أولادها إلى المدرسة في خطوة لتوفير تكاليف النقل الخانقة، وفي هذه الحالة تكون قد وفرت نصف المبلغ الذي قد يطلبه سائق أجرة أو باص، وتعتبر حنان أن هذه الوسيلة رغم مخاطرها تبقى أكثر أماناً من الدراجات النارية.
مع بدء العام الدراسي تعتزم آلاف العائلات الإقدام على وسائل النقل ذاتها لنقل أولادهم إلى مدارسهم من دون الاضطرار إلى دفع تكاليف باهظة تقضم رواتبهم التي أصبحت لا تكفي متطلباتهم الحياتية، لتبقى توصيات الالتزام بقواعد السلامة المرورية واجبة حرصاً على أرواح التلاميذ.
ناديا الحلاق